امرأة مخدوعــــة

هو
يسائل نفسه مابها؟
هي
تبكي أسفا على عمر سرق منها

لم يعد في الوقت المعتاد ، لم يبارك للصغيرة عيد ميلادها ، سافر مع أول قطار منطلق نحو الشرق
واعدا إياها أنه معها رغم المسافات،
ظلت بقرب النافذة تنتظر قدومه ، رن الهاتف يحمل
ألف حكاية منه إلا حكاية واحدة ، كذبت إحساسها الأنثوي وحاولت أن توهم
نفسها أنه يحبها ويحب أسرته الصغيرة واستمرت تنتظر كلمة السر منه ، زادت
تدخلاته بعملها واعتراضاته على تصرفات الآخرين ، تاهت منها الحميمية وتاه
الإحساس أنهم جسد واحد وفكر واحد والآخرون هم خارج الدائرة ...
عاد يسائلها ما بك ؟ وما بهم ؟ولما يتصرفون بالمثل ؟
أحست أنها ملزمة بإختيارين إما أن تحاول تبرير
تصرفات الآخرين أو كتمان الأمر ، أحست أنه ما عاد الصدر الحنون الذي كان
يساعدها على تحدي كل المشاكل بما أنه أخيرا أصبح يصر أن يكون رمز الدائرة
ممسكا بتلابيب المحيطين وجزءا من مشاكلهم
ناقشته بروية وحاولت أن تشرح له وجهة نظر لم يقتنع منها الا أنها تغيرت ، وزادت دائرة المشاكل اتساعا بغيرة وشك ،
ثارت ...غضبت .. قالت كلاما كثيرا ..كلاما ربما حتى أكثر من اللازم ، تأزمت الأوضاع أكثر وبدأ الجسد الصغير ينقسم
وينشطر وأدركت انها ربما بداية النهاية ، وقفت بعيدا وعادت تقلب في أوراقه هالها أن هناك جزء خفي من حياته هي لا تدركه ،
أحست أنها خدعت ، فهو يعرف كل صغيرة وكبيرة عنها ، معه فقدت حميميتها وأحست أنها مجبرة أن تتعرى أمامه وأن يسمح
له باختراقها بينما هو يخفي جزء من حياته عنها ، أحست بالتوهان ، بأنها خدعت ..لا يهم بساطة ما يخفيه ، المهم أنه اقترف
فعل الإخفاء ..فكر ...وخطط ...ونفذ ...
زادت الهوة بينهما وازدادت الأمور سوءا واعترفت
لأول مرة في حياتها أن خط الرجعة قد قطع وأنها خدعت يوم قررت إماطة حجابها
أمامه بينما شد الستار هو ليخفي ما أخفاه ....
الألم كل الألم أن الحياة لا تتوقف ولا تسمح حتى
بممارسة فعل البكاء في ركن منزوي كما كانت تفعل وهي صغيرة ، فظلت دموعها
تنهمر بالداخل كشلال قاتم من الحزن ، شلال كان أول ضحاياه مرآتها الداخلية
وثقتها بنفسها ،
امرأة مخدوعة
هذه هي حقيقتها وخلاصة علاقة زوجية اختارتها باقتناع