صنع الأخطبوط الألماني "بول" الحدث في الأيام الأخيرة بتكهناته التي جعلت الكثير من الناس عبر العالم يصدقون أنه "عراف" حقيقي، تماما مثلما جعل المدرب سعدان الكثير من الجزائريين يصدقون أنه هو من أهل الجزائر إلى المونديال، لأن الآداء والنتائج أظهرت مع مرور الوقت أن التأهل صنعه جمهورنا الكبير، إرادة لاعبينا ودعم الدولة بقيادة الرئيس بوتفليقة أكثر من أي شيء آخر...لكن "الشيخ" ورغم ثقل السنين بقى متمسكا بالعارضة الفنية للمنتخب الوطني بكل ما أوتى من عزم وقوة تماما مثلما تشبث "بول" في كل مرة بالعلبة التي كانت تحوي علم اسبانيا، والفرق بين الحالتين أن توقعات "الأخطبوط" كانت في غالب الأحيان صائبة في حين كانت أغلب خيارات سعدان خائبة، زيادة على أن "بول" يقتات من الحوض المائي الذي يعيش فيه، بينما يقتات سعدان من الاتحادية التي تذر عليه حوالي 250 مليون سنتيم شهريا، وهي قيمة تسيل اللعاب حقا، كيف لا وهي تفوق حتى الأجرة الشهرية لرئيس أعظم دولة في العالم "أوباما" (الرئيس الأمريكي يتقاضى سنويا 288 ألف أورو، أي بمعدل 24 ألف أورو شهريا وهو ما يعادل تقريبا 240 مليون سنتيم جزائري)، لكن "اللي يذوق البنة عمرو ما يتهنى" كما يقال، ولو على حساب المواطن الجزائري البسيط الذي أصاب بعضه داء "السكري" بسبب الآداء الدفاعي المبالغ فيه و"السوسبانس" الكبير الذي ميز كل لقاءات "الخضر" في عهد سعدان، بمعنى أن كل لقاءات الجزائر سواء في التصفيات أو النهائيات أو حتى في اللقاءات الودية شاهدناها بالـ"قنطة" لأن المدرب الوطني جعلنا لا نكمل أي مباراة براحة نفسية حتى تلك التي فزنا بها، وبما أن سعدان باق فهذا سيفرض علينا وضع "السيروم" قبل كل لقاء تحسبا لأي طارئ صحي لأننا سنبقى دوما "شادين كروشنا" بسبب طريقة اللعب والخيارات الفنية التي كانت دوما عرضة للانتقادات ومات بسببها العشرات بالسكة القلبية، لكن "حاج" القبيلة روراوة مازال متمسكا بـ"الشيخ" لأسباب غير واضحة ولا مفهومة، ما جعلنا نعود بالذاكرة قليلا إلى الوراء لنتذكر ما قاله سعدان بعد الخسارة أمام سلوفينيا: "انتظرونا في مونديال البرازيل 2014"...هذا التصريح وبقدر ما تم تصنيفه من طرف أهل الاختصاص ضمن التصريحات المثيرة للسخرية في المونديال، بقدر ما أراد من خلاله صاحبه يٌعبد لنفسه طريق البقاء بطريقة غير مباشرة حتى تلك الفترة، والأكثر من ذلك فقد توقع من يومها تأهل الجزائر إلى كأس العالم القادمة قبل أن ينهي السابقة ؟؟؟ لكن بما أن آخر الأخبار تشير إلى أن الأخطبوط "بول" بقى له من العمر 6 أشهر فقط كحد أقصى، فإننا نأمل بدورنا في عدم بقاء سعدان المدرب طيلة هذه المدة..لكننا نسأل المولى عز وجل أن يطيل عمر سعدان الشخص، لأنه إنسان خلوق ومتدين...ولم تعد تنقصه سوى "حجة" حتى يتخلص نهائيا من هذا المحيط وما فرضه عليه من ضغط عصبي عليه وعلى عائلته بسبب حفنة من الأموال...أم لم يعلم "شيخنا" أن "الهناء خير من الغنى"